فوز ريال مدريد الشاحب: مبابي يلمع وسط أداء باهت
في ليلة كروية خلت من المتعة والإثارة، حقق ريال مدريد فوزاً صعباً على أوساسونا، ليترك علامات استفهام كبيرة حول أداء الفريق بشكل عام. الفضل الأكبر في حصد النقاط الثلاث يعود إلى تألق النجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي كان الاستثناء الوحيد في مباراة اتسمت بالرصانة والتحفظ.
مبابي: اللاعب الذي يصنع الفارق
بينما بدا الفريق بأكمله خائفاً من المغامرة وارتكاب الأخطاء، كان مبابي هو المحرك الرئيسي لكل هجمة خطيرة. لقد استغل الفرص القليلة المتاحة ليسجل هدفاً ثميناً، ليؤكد أنه اللاعب الذي طال انتظاره. صحيح أن البعض قد يقول إن هذا هو دوره الأساسي، لكن أداءه في هذه المباراة كان بمثابة رسالة واضحة: مبابي قادر على تغيير مجريات اللعبة بمفرده، حتى في أصعب الظروف.
أداء النجم الفرنسي لم يكن وليد الصدفة، فقد أنهى موسمه الأول مع الميرينغي بأرقام مذهلة، حيث سجل 43 هدفاً وتوج بلقب هداف الليغا والحذاء الذهبي الأوروبي. هذه الأرقام الاستثنائية تبرهن على أنه لم يأتِ فقط لحصد الألقاب الفردية، بل ليصنع الفارق في اللحظات الحاسمة، وهذا ما فعله في هذا اللقاء.
أزمة فينيسيوس جونيور وأوساسونا الدفاعي
على النقيض تماماً، ظهر أداء النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور محبطاً ومثيراً للتساؤلات. فاللاعب الذي اعتادت جماهير سانتياغو برنابيو على رؤية مهاراته وسرعته الخارقة، لم يتلقَ هذه المرة سوى تحية خجولة، جاءت بعد مجهود دفاعي لا يليق بنجم هجومي مثله. هذا الأداء الباهت يشير إلى أن هناك أزمة حقيقية يجب على المدرب حلها في أقرب وقت.
ولم يكن أوساسونا هو الآخر في أفضل حالاته، حيث اعتمد على خطة دفاعية بحتة، مكتفياً بالتراجع إلى الخلف وإجبار ريال مدريد على الاستحواذ دون تهديد حقيقي للمرمى. هذا النهج الدفاعي فاجأ الكثيرين، خاصة وأن الفريق الباسكي قدم في الماضي مباريات أكثر شراسة وشجاعة في مدريد.
تحديات تشابي ألونسو
خرج المدرب تشابي ألونسو بأول فوز له على أرضية البرنابيو، لكنه بالتأكيد يدرك أن الفريق بحاجة إلى عمل كبير. الملعب العريق لا يرحم، والضغوط التي يفرضها على اللاعبين قد تدمّر مسيرات كروية بأكملها. على ألونسو أن يعمل بجد على تحسين أداء الفريق، الذي بدا غير مقنع في الموسم الماضي، وأن يجد الحلول لأزمة فينيسيوس جونيور، لضمان استمرارية الفريق في المنافسة على كافة الألقاب.